Monday, October 27, 2008

خيال جامح و برجلين

وقفني ضميري على باب مخي و سألني .. واخد خيالك على فين ؟
قلت أمشيه برا دا محبوس هنا من شهرين
قاللي إياك تسرح بيه دا بيصدق ولا عيل له سنتين
قلتله دنيتنا دي تسرح براجل في الستين
خدته و مشينا معديين حاجز سنين
برا المكان طايرين و فبالنا مش واخدين
أشوف نفسي على مكتب مدير في دور عشرين
و تحت ايدي شركه فيها من العاملين ألفين
و أفوق من الحلم على مكتب قزازه مكسور نصين
و حكيم يقوللي كفايه !! دا أنت طايش من الميه تمانين
أقول دا أنا كبرت و بقيت عاقل رزين
يقوللي كم لك في الدنيا من سنين؟
قلتله من شهرين بقيت عشرين
قاللي يا ولدي دا أنت في عمر الزمان لسه جنين
لف الدنيا و اتعلم و زور برلين
و عشان تحصل علم سيبك من التردد و حجة حتى حين
تلاقي نفسه لسه ما اتعلمتش و العمر بقى تلاتين
و تكافح عشان توفر حياه كريمه للمولودين
وبفايده معدومه و الرياده ضاعت فرصها من سنين
و يرجع خيالي يدوب في الشوق و الحنين
نفسه في صاحب على حق زي ما كان الأولين
هيهات تلاقي صاحب يلازم صاحبه كالقرين
يخاف عليه وينصحله يدل المره ميتين
قلت فوق يا خيالي .. الكلام ده خلص من ناس اليومين
و الناس تبطل براءه بعد ما يكتب الملكين
صعب تلاقي خليل يحكي فرح زي ما بيحكي حاله حزين
تشاركه فرحك و ترحك وتشاركه دموع العين
وقت الحزن تلاقيه و وقت الفرح سوا قاعدين
تمشي السنين عليكم و قلوبكم سوا ثابتين
و أفوق و أفوق خيالي على الصاحب أبو شهرين
أعدي الحلم و أنساه و أعمل كما العاقلين
و أشوفني واقف في موقع خام هيتبني برجين
مساح كبير على جهاز تكنولوجيا من يومين
و ألاقيني في ساحة الكلية و جهاز من سنة سبعين
و أطلع لشارع كبير و زحام و دكاكين على الجنبين
راكب آخر موديل و سواق يسألني رايح فين ؟
و حقيقتي ماشي في شارع مكسر بجزمه دايبه بقالها سنين
و ألاقي الناس تمرح و تفرح و أنا لسه كئيب و حزين
كاتم حزني جوايا و ما أحكيش لو لرمش العين
آذاني الناس في إحساسي "جبلة التنحين"
و أنا أحس بالكلمه و الرعشه من رموش العين
باين صلب من برا و من جوا زي العجين
قاللي خيالي كفايه لف دا انت تعبتلي الرجلين
قلت رجلين إيه دا أنت طاير بين السما و الأرضين
يلا نرجع يا خيالي قبل ما يدخل الليل الجهيم
و تلاقي شحط واقفلك في الطريق زي البهيم
فرغ جيوبك هنا لأوريك دمك سخين
و إنت عارفني يا خيالي قد ايه كريم
هاضربه و أطلع عليه الجديد ويا القديم
و مانابنا من الخروجه إلا وجع القلب و سهر العين

..........................................................................................................

تأثرت ببعض الأحداث و كانت هذه الأبيات ما انفعلت به على مدى يومين

Wednesday, October 22, 2008

إلى من أهمه غياب صاحب المكان

ماذا عساي أن أقول وقد فات وقت القول ، وماذا علي أن أفعل ولم تعد فسحة العمل متاحة إنها من المؤكد عقدة من عقد الزمان التي يمر بها الإنسان عاش في صحراء أو بات في بستان ، بماذا يمكنني أن أبرر مالم أفعل فهذه المشكلة ليست بسبب فعل ولكنها بسبب عدم فعل و قد يكون هذا لأن " الفاعل " تحول إلى " مفعول به " فخرجت مقدرات الأمور من بين يديه وحار ماذا يفعل ثم ضاق الخناق أكثر من ذي قبل حتى لم يعد يجد الوقت حتى ليحار من حاله و يختار ماذا يفعل بل صار مثل المسير ولو بدا مخيرا فالأحداث تجري جري الأنهار السريعة ولايسعه إلا أن يجاريها لينجو من فتكها إذا سار عكس التيار
وبينما المسير في غير انقطاع إذ حدث من الأحداث ما حدث وجد من المستجدات الكثير وانقضى الوقت وهدأ النهر عند المصب و إنبسطت الأرض أمامه فقفز مسرعا إلى البر وجرى مهرولا إلى قومه و جماعته وعندما طل على المنزل و طل المنزل عليه أحس نفسه غريبا لم يدر ما مصدر هذا الشعور و أراد أن يدق الباب ولكنه تراجع ، جفل من رد الفعل الذي توقعه ...لم يرد وكاهلة مثقل بالهموم فهو مقصر في حقهم و ياليته يعود هذه المرة حرا كالمرات السابقات بل عاد مقيدا مربوط الأجل و المآل لم يعد بإمكانه أن يمرح معهم كما كان يفعل من قبل ولم يعد بإمكانه قضاء وقته معهم كما كان يفعل من قبل فأمامه إلتزام صارم يأخذ منه الوقت الكثير ..يلتهم وقته ويشغله حتى أذنيه فياله من بائس محاصر من الجهات الست فلايجد اتزانا كافيا ليدرك ما يفعل مع رفقائه اللذين قضى معهم وقتا لم يكن ليقضيه مع أي مخلوق آخر ، تعلم منهم و استفاد منهم دروسا و عظات انسحبت لعالمه وتفكيره وصارت وهو جزءا واحدا لا يتجزأ ..لم يستطع وضعهم في خانة الذكرى أو الماضي فهم يفرضون أنفسهم على ذاكرته وماضيه وواقعه
ولكن يبقى السؤال هل يفهمون ما يعانيه ويتفهمون مايضيره ويثقل خاطره و كاهله؟ هل يعفون عن ما سبق ويدعون له ربهم أن يخرجه من مآزقه على خير حال؟؟ ومع ذلك فهو لا يلومهم إن لاموه و لا يعتب عليهم إن عاتبوه .. بل إنه يرى أن عتابهم إنما هو تأكيد أنه مازال موجودا في حاضرهم ومازالوا يحسبونه بينهم و لم يخرجوه خارج إطار اللعبة بعد !!

حقا إنها دنيا قاسية على قاطنيها لا تكل ولاتمل من وضع عقبات على طريقهم و قلاقل بينهم و بين بعضهم حتى ليظن الزميل بزميله سوءا و يظن الصديق بصديقه سوءا وحتى تصبح الثقة مطلبا عزيز المنال

ماقلته اعترافا ..؟؟ أيكون إعتذارا ..؟؟ لا أدري و لا أعرف له تصنيفا ولكن هذا بعض ما أحمله داخلي ويهمني أن تعرفوه ، فهل عرفتموه!!