Monday, September 1, 2008

الحبة عندما تكون قبة

ما الذي يمنعني من الحديث مع الجنس الآخر ... ، ما الذي يمنعني من التبسط في التعامل بدلا من التكلف و الرسميات المميتة الخانقة ؟ ما الذي يدفع شخصا مثلي للبحث عن معلومة ما عند 300 شخص فردا فردا بدلا من الاتجاه لفلانه التي تملك هذه المعلومه ؟؟! يبدو أن هناك طنا من نوعية هذه الأسئلة يتهيأ للوثوب على الورق ولكن ما وثب يكفي ...!! هذه الأسئلة تدور من وقت لآخر في رأسي كالأثاث في المعرض
وما الجواب وما الحل و ما السبب يبدو أني سأصارح نفسي أخيرا ... و أجيب عن تلك الأسئلة و أشعل شمعة في الظلام الذي لعنته فترة لا بأس بها من الزمن
اسم اللعبة هو "سوء الفهم" بل هو اسم العقده اسم الوسواس الذي يعتمل مرة و أخرى ويتكرر اسم الحبة التي سقيتها حتى صارحني أقرب زميل لي - والذي تحدثت معه بحرية عن آرائي و استراتيجياتي في التعامل مع الطرف الآخر - أني معقد أو "مستر منقرض" على حد مافهمت من كلامه وان لم يكن قالها صراحة ، قد أبدو باليا وقد يبدو تفكيري جامدا لا يتحرك ولكن صدقني اذا نظرت للعالم من خلال عيني و من وراء عويناتي فلابد أن آذاني ستكون على جانبي عينيك و من المؤكد أن رأسك سيحتلها مخي و عندئذ ستعرف أنني أتكلم بمنطق مفهوم ـ بالنسبة لي على الأقل ـ و أني مؤمن بصحة موقفي قد أتردد مرة أو أخرى ولكني لا أتحرك كل الحركة التي عرفها نيوتن و عرفها العالم بفضل نيوتن لا تشكل لدي جزءا من مائة جزء من الحركة التي أقوم بها ، فمعظمها يجري في ملعب العقل و النفس و انها لحركة صاخبة بحق .ز
الأساس اذن في سوء الفهم ، وماذا تخشى من سوء الفهم يا سيد فنكوش ؟
الحقيبقة أني أخشى من سوء الفهم الحادث تجاهي أقصد أن يفسر أحدهم تصرفا مني أو كلمة تفسيرا خاطئا ، و تتعاظم الفكرة حتى أحجم عن المشروع بأكمله ، قد يبدو هذا متناقضا اذا قارنته ب "أنا" الذي يعرفه الناس ذلك ال "أنا" الذي يفعل ما بدا له ما دام في حدود الشرع و الآداب العامة المعتدلة الذي يفسرها من وجهة نظر الشرع أيضا ... أي أن ما أقره الشرع فهو صحيح أما ما منعه العرف و أباحه الشرع فهو صحيح وليخبط الناس و العرف دماغهم في الحيط !! فكيف بهذا ال "أنا" أن يأبه للناس و لما يقولون اذا تغير الموضوع إني إذن أكيل بمكيالين و هو مالا أقبله تبا لي و لهذه الحيره ماذا سيضيف لي هذا من جديد إلا شغل الدماغ و تكدر العقل إن في قلته منفعه ، أرأيتم كيف يحل هذا ال"أنا" المشكلة إنه يهرب هروبا صريحا ، ولا أظنني سأفلح في ايقافه و مناقشة الأمر معه للنهاية