Monday, February 21, 2011

آخر 25 حاجه

الآن .. و بالحسابات الدقيقة مرت بذهني مائة فكرة لأكتب عنها .. قد يكتمل منها عشرة أفكار قبل الخامس و العشرين من يناير ، و يكتمل ما يربو عن العشرين فيما يلي الخامس و العشرين من يناير .. حقاً .. في الظروف العادية كنت لأكتب عن زواج أختي .. و خلو البيت المعتاد بعد زواج آخر أخ/أخت ... فلم يبق لي في البيت الا أمي لأحادثها ( نظراً للظروف التي تدفع أبي أن ينظر من خلالي كقطعة كريستالية متقنة الصنع ) .. كنت لأكتب عن أن مهمات أختي انزلق جزء كبير منها إلى مما جعلني في حيرة .. أنا سعيد لأجلها ، و في نفس الوقت ، لا أريد أن ( أنشر الغسيل - أو أعمل لنفسي فطار عشان أنا مش صغير ) ... كنت لأكتب عن التوتر الذي ينتابني ازاء السنة الدراسية التي أريدها أن تعبر بكل سرعة و بدون أخطاء - لا مزيد من الأخطاء لو سمحت - .. كنت لأكتب عن الكسل ، كنت لأكتب عن رائحة النسيم في ساعات الصباح الأولى و زقزقة العصافير .. كنت لأكتب عن ولادة بنت أختي .. و كيف أصبحت بين يوم و ليلة ( خال العروسة ) تباً انها مسؤوليات اضافية تلقى على عاتقى الشبيه بغرفة بحث فيها مخبر أحمق عن صندوق صغير .. و بالطبع لم يجد شيئاً .. ( لا أريد أن تظنوا أنني وغد لا احساس له و أني لا أقدر تلك الملاك النائم .. التي تملأ البيت و ستكبر لتدعوني خالو و تتعلق بذراعي و تحترف عمل كوب النعناع الذي أحبه .. لا لشيء إلا أنها تحبني ) .. ولكن كل الأشياء الجميلة لا نجد مشكلة في تقبلها ، فلهذا أسلط الضوء على ما يحتاج الى التدبير و الاعداد ، كنت لأتحدث عن الأزمة الاقتصادية - على الصعيد الشخصي - و كيف أن قراراتي المتأخرة و التي انتظرت فيها موافقة أي من طلبت موافقته .. أفضت بي الى الافلاس الآن ، و طلب ثمن باكو المناديل الذي يحتل جيبي الأيمن بشكل غير منتظم ... كنت لأتحدث عن أولى تجاربي في الرحلات البرية على الأقدام ، و التي كانت في المحمية الطبيعية لوادي دجلة على أطراف المعادي ، و مقابلتي لأجمل مجموعة من الشباب المصري و أول مجموعة من الأوروبيين و أول تواصل مباشر مع غير متحدثي العربية في حياتي .. و كم كانت تجربة فريدة .. كنت لأتحدث عن شخصيات غربية تحدثت معهم و وجدت فيهم من سعة الصدر و تقبل الآخر ما دفعهم للشك في ما تلقيه عليهم أجهزة الاعلام ليخبروني أنهم يشكون في صدق هذا و نزاهة ذاك طالبين مني أن أنقل لهم الصورة الحقيقية .. التي لا تشوهها شوائب السياسة .. ولكن
جاء الخامس و العشرين من يناير .. الذي كان الناس يتشككون في حقيقة ما قد يحدث فيه مسرجعين أحداث السادس من أبريل في عام ثمانية و ألفين .. جاء اليوم ليتحرك الشباب الذين طالما وصفهم الكبار بالفسدة ، الذين لايعرفون مصالحهم ، الشباب الذي لا يحركه الا كرة القدم و الذي لا يتهلل الا لمغنيات العشق و الهوى .. أخطأوا حين ظنوا أن الانسان يكتسب الخبرات و الصفات الحميدة من تلقاء نفسه .. كيف تلوم على الأرض التي نبت فيها الشوك اذ أنت لم تزرع فيها الياسمين ؟؟
قام الشباب بالحماسة و الندفاع الذي طالما كتب عنه التاريخ أنه يحول مسار الأمم و الشعوب .. قاموا ليشعلوا الشمعة في الظلام الذي قضى الآباء و الأجداد عمرهم يلعنونه و يشدون على سواعد أبنائهم كي لا يتحسسوا طريقهم فيه .. قاموا ليدرك الكبار أن هؤلاء العيال - على حد قول أحدهم - فاهمين و واعيين و يقدروا يعملوا حاجه حلوة لينقادوا وراءهم و يلحقوا بركبهم .. ليحتموا خلف الصدور التي لا تهاب و الحناجر التي انطلقت عقائرها بالهتاف .. أشعلةا داخلهم المدافئ التي كساها التراب و خنقها الرماد .. .. و ظن أصحاب الكراسي أنها ( زوبعة في فنجان) .. لينكسر الفنجان .. و ينطلق تسونامي آخر من لحم و دم .. ليقف أمام مدافع المياه و جحافل الأمن المركزي المسيره كما الأجهزة الآلية .. ليتشابك المسيحيين حول المسلمين يحمونهم في صلاتهم ، ليطوق الشباب الاناث المتظاهرات ليقيهم التدافع وقت الزحام .. ليحمل الأهالي أفراد الأمن المصابين الى عربات الاسعاف .. .. و لتظهر أسوأ صور الخسة و الخيانة لأنصار النظام .. أيا كان التعيس الذي ألقى الأوامر لهم .. بضرب الشباب بالأعيرة الحية و دهسهم تحت اطارات السيارات المصفحة
أرجوك يامن تقول ان الأوامر لا نقاش فيها .. أقول لك .. هذه ثورة .. اذا كان حقاً ضد الظلم كان سيبقى في منزله أو يغلق اللاسلكي أو يدعي أي من الحجج الفارغة التي تفلت به من العقاب .. لطالما التفوا حول القانون .. فلماذا صحوة الضمير الآن ..
ذلك الذي أمسك الحقيبة و فتحها .. و رفع منها الدبشك و جسم البندقية و استغرق العشرين ثانية ليثبت ماسورة البندقية و الحامل و بدأ بحشوها بالرصاص النحاسي البارد الذي يصطف ككتيبة الاعدام داخل الخزانة الكئيبة ذلك الذي رفع المنظار ليضعه أعلى البندقية و ينظر من خلاله ليرا الناس تتماوج يمنة و يسرة و بكل عته و سادية يختار ضحيته ذلك الرجل الذي يحمل آلة التصوير و يوثق الأحداث .. و يحكم التسديد ، و يعتصر الزناد في بطء و ثبات حتى تنطلق الصاصة في جزء من الثانية لتستقر في رأس المسكين ليتهاوى الى الأرض كدمية ثقيلة .. ذلك التعيس .. كيف يواتيه النوم .. ذلك الأسود القلب .. كيف يبقى في صفوف الأمن تحت شعار الشرطة في خدمة الشعب .. كيف يعتبر ذلك الذي أطلق النار وجهاً لوجه على الجموع ببندقيته ليثقب صدورهم و بطونهم .. ليكسر أرجلهم و يفقأ عيونهم .. كيف يبقى هذا ليحمي الوطن ..
ان ما فعلوه جميعاً بداية من الآمر و حتى الطلقة النحاسية عديمة الحظ .. جميعاً متهمون بالخيانة العظمى في نظري ..

و الآن .. و مع بقاء هيكل الحزب الوطني و قياداته و تشعباته كما هم ، و مع بقاء رؤوس المؤسسات الإعلامية كما هم ، و مع بقاء جهاز الشرطة المترهل الذي أكاد أجزم أنه لا يعرف شيئاً عن احلال الأمن في مكانه ، و مع بقاء جهاز أمن الكرسي تحت الغطاء دون المساس به ، مع ترك الرئيس السابق و عائلته ببلايينهم دون حساب أو سؤال .. مع ترك مالك العبارة و وزير السرطان أحرار
و غيرها و غيرها
لا أستطيع الاطمئنان ..
مع بقاء الشارع تحت سيطرة الناس مع الوجود الصوري للشرطة .. أنا غير مستريح

...
يالها من نهاية قاتمة لمقال طال انتظاره ..

............
ملحوظة
آسف على التغيب فمن الجلي أني لم أملك الوقت لحك مؤخرة رأسي و عندما كان هناك وقت لم أكن أملك صفاء الذهن الكافي للكتابة ،، حتى الآن لم أنم ليلاً و كتبت الموضوع مباشرة دون تحضير حتى لا أصعد سلم المماطلة الشاق