Thursday, December 22, 2011

قمة التشتت

لأنني لم أكتب منذ فترة طويلة ، و لأن رأسي بها زحام يفوق زحام " زنقة الستات " و لأني لا أدري عم أكتب و بم أبدأ .. فسيكون هذا المقال منفصلاً انفصال قطع السجق عن بعضها البعض ، و كما تمر الأفكار برأسي تأتي و تروح ، أريد لهذا المكتوب أن يعبر عنها ،

- في فصل الشتاء و في نفس البلدة ، مكانين لا أطيق الحر في أحدهما و لا أجد للدفء سبيلاً في الآخر ،

- التركيب النفسي للآدميين يبعث على التفكير و الحيرة و العجب و الفكاهة أحياناً ، و كلما زاد الاحتكاك بشخص معين أو مع البشرية ككل تتضح الصورة و يكون تفسير أفعالهم سهلاً بسيطاً بل و أغرب المواقف و أكثرها بعثاً على الحيرة تكون منطقية جداً ... حقاً إذا عرف السبب بطل العجب ،

- اكتشاف المواهب و الإمكانيات في الأطفال قد .. لا بل حقيقة أنها تختصر وقتاً طويلاً و جهداً جهيداً على ذلك النشء الصغير و يوفر كثيراً من الفرص الضائعة و و محاولات الصواب و الخطأ ، منذ أن كنت صغيراً في بلد عربي كنت أتعامل مع السكان الأصليين بلهجتهم و في منزلي و مع بني جنسيتي بلهجتي المصرية الهجين ، ربما كان هذا محض مصادفة ربما كان تأثراً بالجو المحيط .. و لكن عندما يكون التقاط اللهجات من أي مكان .. فهذا يختلف .. و عندما يتعدى إلى التقاط لغات أخرى و لهجاتها .. فهو بالتأكيد يختلف ،

- غريبة هي الموسيقى ، تأخذني إلى دنى مختلفة و خواطر متعدده .. و لتصل الفكرة تصور مثلاً (فيروز – وسط البلد – و جيه عزيز – عبد الحليم – منير – أحمد مكي – النقشبندي )

- عجباً لؤلائك الذين ينكرون على من يطربون لاهتزاز الأوتار و دق الرقاق و الطبول ، عجباً لهم ينكرون على واصف خليلته مبتذل الكلمات و على عاشق سيد ولد آدم على حد سواء !! كأنهم لا يستطيعون التمييز بين فاجر و تقي !! كيف يرجون لاسلامهم كمالا دون الهيام في شفيعهم و سهر الليالي شوقا له .. من أنا رت الدنيا ببعثته و أضاءت المدينة بقبته ،

- أن تعرف معلومة ما .. عن شيء ما .. احساساً ما .. لا يقترب من اختبار هذا الأمر أو ذاك الإحساس ، قد أعلم كيف يحس ذلك السهران خوفاً و رجاءاً و لكني لا أملك ذلك الإحساس .. و كم يشعرني ذلك بالعجز ،

- طرق الناس في كسر الجليد و خلق بيئة الألفة مع محدثيهم تختلف بشكل كبير جداً ، فمن ابتسامة مجردة إلى كلمة مكررة إلى حديث ودود مقتضب عن أي من الخصائص الشخصية ، تتباين البيئات و الثقافات و مدى تأثره بهذه و تلك ، قد يكون أحدهم في نفس المستوى الثقافي و العلمي لشخص آخر و يبدو كلام الأول شديد التكلف و متأثراً بثقافات أخرى ، فيما يبقى الآخر في الحيز العادي للإنسان البسيط ، لم أستطع تفسير هذا في البداية و لكن كان السر في مدى ارتباطه بالأصول و مدى قناعته بها و اكتفاءه الذاتي منها .. ففي الوقت الذي يتلون به أحدهم بثقافة أخرى مع بسيط الاحتكاك بها انما يدل ذلك على أنه من الفراغ بمكان حيث يمتص ماحوله كأنبوب مفرغ من الهواء !!

- على ماذا يتولد في رأسي إنتقادات المحيطين بي أو حتى البعيدين عني ، أنا لست خالياً من العيوب ، انني حتى لا أظنني أملك حتى من الميزات ما يستر عيوبي ، يالهذه النفس المغرورة المتعجرفة .. على رأي المثل "أقرع و نزهي"