Thursday, May 24, 2007

لا تصالح

هذه القصيده هزت كياني و أحببت أن أشارككم فيها علها تدق ناقوسا في عالم النسيان
لا تصالح .. !
ولو منحوك الذهب ..
أترى حين أفقأ عينيك .. ثم أثبت جوهرتين مكانهما ...
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى ..
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك
حسكما – فجأة – بالرجولة ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق .. حين تعانقه
الصمت – مبتسمين – لتأنيب أمكما ...
وكأنكما ما تزالان طفلين !
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما :
أن سيفان سيفك .. صوتان صوتك
أنك إن مت : للبيت ربوا للطفل أب ...
هل يصير دمي بين عينيك سواء ؟
أتنسى ردائي الملطخ بالدماء ؟
تلبس - فوق دمائي – ثيابا مطرزة بالقصب !
إنها الحرب !
قد تثقل القلب .. لكن خلفك عار العرب
لا تصالح .. !
ولا تتوخ الهرب
لا تصالح على الدم حتى بدم !
لا تصالح .. !
ولو قيل رأس برأس ..
أكل الرؤوس سواء .. ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناه عينا أخيك ؟!
وهل تتساوى يد .. سيفها كان لك .. بيد سيفها أثكلك ؟
سيقولون جئناك كي تحقن الدم ...
جئناك كن – يا أمير – الحكم
سيقولون هانحن أبناء عم ...
قل لهم إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
و اغرس السيف في جبهة الصحراء حتى يجيب العدم
إنني كنت لك فارسا و أخا ، وأبا و ملك !
لا تصالح .. !
ولو حرمتك الرقاد .. صرخات الندامة
و تذكر ...
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد و أطفالهن اللذين تخاصمهم الابتسامة )
أن بنت أخيك اليمامة
زهرة تتسربل – في سنوات الصبا – بثياب الحداد
كنت ، إن عدت ؛ تعدو على درج القصر
تمسك ساقي عند نزولي .. فأرفعها – وهي ضاحكة –
فوق ظهر الجواد
هاهي الآن .. صامته .. حرمتها يد الغدر :
من كلمات أبيها .. ارتداء الثياب الجديدة .
من أن يكون لها – ذات يوم – أخ !
من أب يبتسم في عرسها .
وتعود إليه إذا الزوج أغضبها ..
و إذا زارها .. تتسابق أحفاده نحو أحضانه لينالوا الهدايا ..
و يلهوا بلحيته ( وهو مستسلم )
و يشدوا العمامة
لا تصالح .. !
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العش محترقا .. فجأة
و هي تجلس فوق الرماد ؟
لا تصالح .. !
ولو توجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيك .. ؟
وكيف تصير المليك .. على أوجه البهجة المستعارة ؟
كيف تنظر في يد من صافحوك ..
فلا تبصر الدم ..في كل كف ؟
إن سمها أتاني من الخلف ... سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم – الآن – صار وساما و شارة .
لا تصالح .. !
ولو توجوك بتاج الإمارة
إن عرشك : سيف .. و سيفك : زيف
إذا لم تزن – بذؤابته – لحظات الشرف و استطبت الترف
لا تصالح .. !
ولو قال من مال عند الصدام ..
ما بنا طاقة لامتشاق الحسام ..
عندما يملأ الحق قلبك :
تندلع النار إن تتنفس
و لسان الخيانة يخرس ..
لا تصالح .. !
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الهواء المدنس ؟
كيف تنظر في عيني امرأة ...
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟
كيف تصبح فارسها في الغرام ؟
كيف ترجو غدا لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبل الغلام
وهو يكبر – بين يديك - بقلب منكس ؟
لا تصالح .. !
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام ...
وارو قلبك بالدم ..
وارو التراب المقدس ..
وارو أسلافك الراقدين ..
إلى أن ترد عليك العظام !
لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن " الجليلة "
أن تسوق الدهاء
و تبدي - لمن قصدوك – القبول
سيقولون ... هاأنت تطلب ثأرا يطول
فخذ – الآن – ما تستطيع :
قليلا من الحق ... في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك ...
من أضلع المستحيل ...
لا تصالح .. !
ولو قيل إن التصالح حيلة ..
إن الثأر .. تبهت شعلته في الضلوع ..
إذا ما توالت عليها الفصول ..
ثم تبقى يد العار مرسومة ( بأصابعها الخمس )
فوق الحياة الذليلة !
فجأة : ثقبتني قشعريرة بين ضلعين ..
و اهتز قلبي كفقاعة و انفثأ !
و تحاملت ، حتى احتملت على ساعدي فرأيت :
ابن عمي الزنيم ، واقفا يتشفى بوجه لئيم
لا تصالح ولو حذرتك النجوم ورمى لك كهانها النبأ ..
كنت أغفر لو أنني مت .. ما بين خيط الصواب و خيط الخطأ
لم أكن غازيا
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم ..
لم أمد يدا لثمار الكروم
أرض بستانهم لم أطأ ..
لم يصح قاتلي بي " انتبه " !
كان يمشي معي .. ثم صافحني ..
ثم سار قليلا .. ولكنه في الغصون اختبأ !
فجأة : ثقبتني قشعريرة بين ضلعين ..
و اهتز قلبي كفقاعة و انفثأ !
و تحاملت ، حتى احتملت على ساعدي فرأيت :
ابن عمي الزنيم ، واقفا يتشفى بوجه لئيم
أو سلاح قديم ..
لم يكن غير غيظي الذي يتشكى الظمأ
لا تصالح .. !
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة :
النجوم لميقاتها
و الطيور .. لأصواتها
و الرمال .. لذراتها
كانت معكم قصيدة لا تصالح للشاعر أمل دنقل

3 comments:

koukawy said...

الله عليك انا بحب امل دنقل اوي و بحب القصيده دي جدا ليها معايا ذكرايات

max.adams said...

أنا بشكرك أولا على المرور
هو فعلا أمل دنقل كلامه في الجون وش كده و القصيده دي بصراحة تهز اللي عمره ماحس على دمه قبل كده و عشان كده أنا حبيت أشارك الناس فيها

و مشكورة جدا على المرور و أرجو أنا تتكرر الزيارة

ملحوظة : هاوزع ملبس بعد الامتحانات يعني يوم 10، 11 - 6

سلام يا بشر

Bossy said...

السلام عليكم

امل دنقل رهيب والقصيده حلوه اووي

اول مره اقراها لا بجد جميله
اجمل جزء عجبني
ان عرشك سيف
وسيفك زيف
لا تصالح
شكرا لعرضك الرائع لهذه القصيده