Wednesday, June 27, 2012

لماذا الفصحى

كان سؤالاً اعتراضيا أوقف سيل الأفكار المتدفق و غير دفة الحديث في غمضة عين !! 

    • انت ليه بتعرف تتكلم لغة عربية اكتر من العامية عكسنا كلنا ؟

  • توقفت برهة و رفعت أناملي عن لوحة المفاتيح محللاً السؤال لأكتشف ان الاحابة سوف لن تكون بالسهولة التي توقعتها ، هو ليس سؤالا من الفئة التي يمكن التغاضي عنها و الاسترسال في الحديث القائم 



    فكان الرد المبدئي الذي يمنحني بعض المساحة للتفكير .. للامساك بطرف الخيط 

    سؤال لولبي

ثم بدأت بكلمات بسيطة قد تفتح المجال لكي تتدفق الأفكار شارحة الظروف و الاسباب المؤدية لمثل هذه الحالة و كانت الرواية كما يلي 
  • حسنا .. اليك الآتي
    قد لا يكون هذا هو السبب الرئيسي أو قد لا يمت بصلة للسبب أصلا ولكن هذا ما توصلت له بعد ان سألت نفسي ذات السؤال
    ربما لأني نشأت خارج مصر في بلد لا تتكلم اللسان المصري ..
    فكنت أنتحل لسان القوم في ذاك البلد مع اني موقنٌ في قرارة نفسي ان هذا ليس لساني
    و كنت أعود للمنزل فأحادث أهلي بما كنت أظن أنه لسان مصري ...
    فكان كلا اللسانين كالأقنعة ابدلها حسبما اريد
    ثم استوقفني "المتلقي" اعتراضا على تشابه تلك الظروف مع الكثيرين ، و ان ذلك لا يؤدي بالضرورة لذاك
    فعلقت طالبا مزيدا من الصبر ثم استطردت أقول 
    " ان الراوي يريد حشد كل التفاصيل المملة في بداية القصة لأنه عند تصاعد الأحداث لن يسمح له المتلقون بأي أحداث مملة اضافية "
    ثم كانت اللغة المكتوبة في الكتب أوقع في نفسي و أصدق و لها معنى محدد لا يتغير ..أضف الى ذلك البيئة المقفرة من الصحبة ... من اخوات يكبرنني سنا فلا استطيع اللهو معهن الى شبه انعدام للأصدقاء و الخلان من اقرانيفكانت الكتب هي التسلية المتاحة ..و بعد انقشاع سحابة الغربة و العودة لأرض الوطن .. اكتشف ذلك الصغير ان لسانه يتحدث هجينا من اللهجات فصحى و مصرية و سعودية معا في آن واحدفلم يكن بامكانه الاندماج فورا .. و يتلقى الاستهجان و المزاح الثقيل بشأن لكنته العجيبة ..فيعود لما يعرف و لما يجده ممتعا مسليا ...المزيد من الكتببالطبع لم أكن أقرأ كتب العقاد وقتها ولكن بعض الروايات القصيرة ذات الاحداث المشوقةكانت " سلسلة أولادنا " هي رفيق ذاك الفتى حين تعوي الريح في جدران غرفته الخاليةو يكبر ليتعلق اكثر و اكثر بالقصصو هنا .. يبدو تأثير الفطرة و الطبيعة جليا .. حيث أن ذلك الصغير ولا شك قد ورث من امه تأثرها باللغات و اللهجات المحيطة ..كان يتندر معها بذلك ، كيف ينقلب لسانها بمجرد أن تغلق سماعة الهاتف مع صاحبتها غير المصرية و تتصايح عليهم في المنزل بنفس لهجة محدثتها... و ظلت الفصحى تمثل لذلك الفتى اللسان القادر على قول ما يريد دونما نقص أو زيادة .. دون أن يخونه التعبير أو تفلت من يده العبارة
    ...
    وتوته توته خلصت الحدوتهحلوة ولا ملتوتة ؟
    اه حاجه كمان .. دايما الفصحى بتحسسني اني بتكلم جد أو في حاجه عميقة المعنى بينما العامية بتحسسني اني مقضيها خفه



    و بعد أن قرأت أنا ما كتبت ,, اكتشفت ان هذا قد يكون متعلقا باحساس الطفو .. الطوف المعلق على سطح المياة أو الطيرالمحلق فوق بركة ماء لكنه لا يهبط و اذا هبط فانه لا يلبث ان يعاود التحليق كأنه يعلم حق العلم ان سطح البسيطة ليس مكانه .. يشعر و كان موطنه في مكان ما آخر هو لا يعرف ولكنه يملك حاسة كطير مهاجر تخبره أن هذا ليس الوطن فتابع الطيران 




7 comments:

heba said...
This comment has been removed by the author.
heba said...

واو أدهم .. دايماً متألق

heba said...

كان المفروض تذكر "رجل المستحيل" و"سفاري" وعشقك المطلق لأحمد خالد توفيق وتشربك التام لأسلوبه ثم تحويره بأسلوبك انت عندما تريد أن تكتب خاصةً التعليقات الجانبية

يا مراكبي said...

أولا إنه لشيء رائع أن تُتقن التحدُث بالفُصحى وهو أمر نادر

فهُناك العديد من الناس قد يُحسنون الكتابة بالفُصحى لكن لسانهم عند التحدُث لا ينطلق بنفس اللغة مثلما يكتبون

لا شك أن النشأة في بلاد عربية (غير مصر) ولفترة طويلة تدعم ذلك وبشدة، لا بسبب تلون اللسان الذي تتحدث به فحسب، وليس بسبب الهروب إلى القراءة فحسب، بل لأن اللهجات العربية الخليجية هي الأقرب للفُصحى

OldCatLady said...

السخيف إنك مبطل تكتب بقالك فترة..و الموضوع ده مزعلنى

max.adams said...

يا مراكبي
أصبت سيدي كبد الحقيقة :) :)

max.adams said...

أماني :
بجد أنا متأسف خالص بدون أعذار لأن أعذاري واهية كخيط عنكبوت وحيد لا ينتمي لشبكة ، فقط كنت أمر على مدونتك من حين لآخر أقرأ في صمت